
فيه وينظر في مرآة نفسه وما عرف وخاض واكتسب واستفاد ومن ثم نقل هذه الاستفاد إلي الاخرين في عائلته وفي مجتمعه وبلده.
بالنسبة لي ومن خلال عائلتي عايشت وتعرفت علي صفات جميلة وحميدة كثيرة منها ما علمتني اياه أمي من واجب الصغير خدمة الكبير وهو ما جعلني وأنا طفلة اساعدها بمعاونة أختي لطيفة في حلب البقرة والتنظيف تحتها وفي محيطها ومن ثم توصيل الحليب واللبن في الاوقات المحددة إفي افراد العائلة في البيت العود وكذلك المساعدة في الطبخ وغيرها من المهام المنزلية التي غرست في منذي الصغر صفات خدمة الأكبر مني والمساعدة والتعاون مع الاخرين في البيت بتوفير احتياجاتهم وهذه واحدة م أسمي الصفات التي تعلمتها وتمسكت بها في سنواتي التالية فمددت يد التعاون والمساعدة لكل من احتاجها أو طلبها مني ولعلكم تذكرون مديرة المدرسة التي كانت ترسلني إلي الطابق العلوي من المدرسة للعناية بطفلها وداخال المرضاعة في فمه وقت اللزوم لبيت طلبهاعدة مرات دون تردد وشعرت بالرااحة وأنا أودي هذا الواجب .
ومن الصفات التي اكتسبتها منذ الصغر ونمت معي في مختلف مراحل حياتي حب العلم والمعرفة فقد كنت اريد أن اتعلم وأن اكمل تعليمي منذ الطفولة فعلت ذلك عندما التحقت بمدرسة الارسالية وثم مدرسة عائلة أم المؤمنين وعندما اجبرت علي ترك الاولي وخرجت من الثانية استعنت بأخي مؤيد لكي يعلمني ويواصل معي ما انقطع في المدرسة فقد كانت المعرفة بالنسبة لي مثل الضوء الكاشف الذي لاغني عنه لمعرفة خبايا الحياة والاطلاع علي التقدم الذي حققه العالم في جميع المجالات وتطوير القدرات والامكانيات الذاتية بما يجعلني اتفاعل مع مايدور حوالي وأساهم بقدر المستطاع في خدمة عائلتي ومجتمعي .
وبالفعل فما أن تمكنت من القراءة والكتابة وبدأت أقرا الكتب والمجلات وأفهم ما هو في بطونها ومن ثم أدون ملاحظاتي حولها حتي وجدتني انطلق في عالم المعرفة الذي دخلته من باب الهوايات المثمرة والمفيدة فقرأت كثيراً وركزت في قراءاتي علي ما يفيد ويصقل معرفتي بموضوعات ومجالات تلك الهوايات
وبالاضافة لذلك تعلمت صفة حياتهية ثالثة هي كيفية المحافظة علي بيت الزوجية آمناً هادئاً بعيداً عن كل انواع التقلبات والمنغصات في زمن وصف بأنه زمن تعدد الزوجات مدعوماً بعبارة أن الشرع أحل للرجل أن يتزوج أربع نساء والرجل دون فهم منه يتحجج بهذه العبارة بالزواج من كل امرأة يصادفها أمامه وتستهوية ويعتبر ذلك حقاً له مادام عدد زوجاته لم يتعدد الاربع هؤلاء الرجال الذين تزوجوا وانجبوا ثم تزوجوا من جديد لم يفكروا في انعكاس ما فعلوه علي ابنائهم ومعاملة الزوجات لهؤلاء الابناء والحزازات والخلافات بل وحتي العذاب الذي يشعل جميع افراد عائلات الازواج والزوجات.صفة رابعة بدأت أشعر باهمتيها منذ مقتبل حياتي وأعني بها العلاقات الاجتماعية بين نساء الحي والمجتمع فالتعارف والتزاور وتبادل الاحاديث والمعلومات بين فتيات ونساء الحي اللواتي كثيراً ما يلتقين في حوش وفناء البيت العود في هذه اللقاتءات يتم تداول الاسئلة والمبادرات لطلب المعرفة والتعلم هذه نسألها كيف تعد الطبخة الفلانية وتتلك نتعلم منها خياطة الملابس وثالثة نستفيد منها في مجال التداوي أو الوقاية من الامراض والاوبئة والرابعة تشير عليك بالشراء من المحلات التي تعرفها أو تأتيك بانواع ملابس الصغار والكبار إلي البيت لتختاري منها ما يناسب ذوقك ومقاسك.
خلاصة الامر أن العلاقات بين النساء غرست في روح التعاون وحب التضامن والرغبة في الخدمة الاختماعية وهي كلها صفات تعلمتها في حوش البيت العود ومن خلال التزاور مع بنات ونساء الجيران ومقابلة الكثيرات منهن في عين أو بالاحري (ساب) عذاري صفات جميلة ومفيدة يحفظها الانسان بداخلها ومن ثم تصبح مثل السراج المنير الذي يلازمه في حياته .
صفة اخري خامسة أصبحت جزءاً مني منذ نعومة اظافري كما يقولون واعني بها صفة التواضع وخدمة الاخرين وعلي الاخص الققراء منهم ومعاملة الجميع بالمساواة وبدون تفرقة بين الكبير والصغير وبين الغني والفقير تكونت عندي هذه الصفة عندما كنت أزور بيوت العائلات الفقيرة التي كانت تسكن في حوطة الفاضل وعندما كنت استقبل واجالس النساء الفقيرات اللواتي يزرن البيت العود طلباً للمساعدة أو الصدقة في المناسبات الدينية وكذلك النسوة اللواتي يأتين إلي البحرين في ( الابوام) -سفن كبيرة- التي ترسي قريباً من البيت العود وعندم ينزلن إلي الميناء لايجدن أمامهن علي بعد خطوات إلا بيتنا وبابه الكبير والمفتوح علي مدارالساعة وكذلك ترحيبنا الذي نقدمه لهن مدعوماً بالمأكل والمشرب ولأيام غير محدودة .
حب الفقير والزائر واحترامه واشعاره بأنه صديق وجزء من العائلة هذا الحب يولد اخلاصاً وتفانياً وخدمة طويلة لا تنتهي ولا تنسي وهي صفة ربطت بيني وبين كل من عمل معي وتعاملت معه وأذكر من هؤلاء عبد الله رحمة الله الذي تحدثنا عنه في الباب السابق واناساً آخرين عملوا في بيتي أوأصبحوا جيراني في السنوات اللاحقة صفة الحب والاحترام والمساواة تحتاج إلي قلب كبير بل أن التمادي فيها يؤدي إلي الاحساس بالاطمئنان والراحة النفسية وقادراً علي منح المزيد من الحب والسعادة للآخرين.
من مميزات موقع ومكانة البيت العود في المنامة وبالتحديد في فريق ( حي) الفاضل أنه كان محاطاً بجيران من اليهود وبالتالي ربطتنا جميعاً نساء ورجالاً علاقا وثيقة وغدت بيوتنا مفتوحة ليلاً ونهاراً ونمت بيننا علاقات صداقة وعلاقات مصالح ايضاً ومع مرور الايام تعززت بيننا صفة انسانية اسمها التسامح الديني والتسامح الاجتماعي بل وحتي التسامح الوطني .
فاليهود الذين يشاركوننا سكني الحي يختلفون معنا في الدين والعقيدة لكنهم مواطنون بحرينيون واناس يبادلوننا الجيرة والصداقة يحترمون ديننا ولا يتدخلون فيه كما أنهم لا يطالبوننا باعتناق عقيدتهم وبالاضافة لذلك فإنهم لا يتعاطفون مع أولئك اليهود الذين احتلوا فلسطين وانشأوا اسرائيل ولا يرون أن هذا وطنهم أو أنهم قد يكونون جزءاً منه في يوم من الأيام وطنهم البحرين ولا يعلمون أو يدعمون أو يحبون غيره وطناً آخر.
العلاقة التي نشأت بيننا وبين اليهود صفتها التسامح والتعاون والاحترام المتبادل وما بقي من العائلات اليهودية اليوم وعددها قليل جداً نسبة للذين هوجموا وهاجروا بعد أن فقدوا التسامح بسبب احتلال اسرائيل لفلسطين عام ١٩٤٨ هذه العائلات القليلة لازالت تعيش بيننا في اطار من المواطنة ومن التسامح الذي كانت عليه عندما كانت اعدادها كثيرة فلتك العائلات وهذه التي بقيت وكما سمعنا منهم وعايشناهم لم يجدوا وطناً احبوه وارتبطوا به مثل البحرين واذكر أن احد هؤلاء اليهود هاجر إلي امريكا وهو صغير وعاش هناك أكثر من ثلاثين عاماً وعندما مرض وجرب العلاج في امريكا وغيرها من بلدنا اوربا لم يجده إلا في البحرين وعلي يد امرأة ممتهنة للطب الشعبي وهذه حقيقة ولدي صورة مقال كتبه هذا الشخص يشيد فيه بالبحرين وبهذه الطبيبة الشعبية التي قدمت له الشفاء بعد أن عجز عنه كبار الاطباء.
آما الصفة التي تعلمتها في البيت ومن اقرب الناس لي هم صفة الكرم فمنذ أول يوم تزوجت يوسف وأنا اراه يفتح باب بيته يومياً تقريباً لاستقبال الناس علي موائد الغذاء أو العشاء والضيوف كما اسلفت في الباب السابق وفي كثير من الاحيان بالعشرات صفة الكرم لدي يوسف هي التي كانت تحركة وتجلب له السعادة عندما يجلس علي طاولة الطعام مع ضيوفه وهي صفة احببتها فيه واكتسبتها منه وسرت علي نهجها علي الرغم من أن كرم يوسف كان يسبب له المتاعب كما يجلب لي السعادة عندما اراها مرتسمة علي محيا يوسف بعد أن يسمع عبارات الشكر والاطراء من ضيفه أو ضيوفه
تجارب راسخة
خلال سنوات حياتي عايشت عدداً من التجارب التي حدثت في اطار العائلة وجعلتني اخرج بفوائد وعطات مفيدة ذلك أن الانسان ينشأ في بيئة معينة ويتفاعل مع اشخاص مختلفين بعضهم هم افرد عائلته الصغيرة وعائلته الكبيرة وبعضهم اصدقاء وجيران ومن اعمال وتجارب هؤلاء وأولئلك نتعلم ونستخلص الفوائد والدروس وترسخ في أذهاننا الخلاصات التي توصلنا اليها لنطبقها في مقتبل الآيام أو لتنجنب سلبياتها علي الاقل .
من هذه التجارب التي مرت علي تجربة زواج والدي والاسلوب العقلاني الهادئ الذي تصرف به والدتي والصبر الذي تحلت به طوال فترة الزواج الذي انتهي بعد وقت قصير من حسن الحظ دون أن يؤثر علي علاقتهما الزوجية ولا ينتقص من عمقها كما أن الطريقة التي تقبلت بها والدتي خبر زواج والدي من امرأة اخري ومن ثم الصمت الذي اتخذته بعيداً عن الانفعال وردة الفعل العنيفة والتصرفات الهوجاء التي تدعو بعض الزوجات في مثل هذه الظروف إلي ترك بيت الزوجية والعيش في مكان آخر بعيد.
كل ذلك مكنها من الفوز بزوجها وببيت الزوجية في الوقت نفسه وقدم تجربة نادراً ما تحدث في ذلك الوقت الذي كثيراً ما يؤدي غضب المرأة وتهورها إلي فقدان الزوج وهدم بيتها إلي الابد ، تجربة والدتي هذه جعلتها تكبر في عيني كثيراً واظل اتذكرها واتعظ بها .
التجربة أو التجارب الاخري التي حدثت في العائلة ورسخت في ذاكرتي تكررت عدة مرات وتجسدت في أن يأخذ الشخص بيد الاخر كأن يقدم له دعماً مالياً يمكنه من بدء عمل تجاري أو يقوم بتسديد ديونه والوقوف علي قدميه من جديد أو أن يضحي بجزء من ملكه العقاري في سبيل ارضاء أخيه والامثلة التي حدثت في عائلة المؤيد كثيرة ولن اتطرق للتفاصيل لكنني أشير فقط إلي موقف خليل المؤيد المشرف من يوسف أحمد كانو عندما علم أنه بحاجة للمساعدة بعدما افلس البنك الذي كان يملكه حيث قام ببيع ذهب نسائه الاربع وباع بيت يملكه لكي يسدد دينه وفؤجي يوسف بن أحمد كانو برئيس البنك يخبره أن خليل المؤيد قام بتسديد دينه وشعر بالامتنان إلي ابن اخته الذي انقذه من هذه الورطة ووقوف مؤيد من ابن عمه ابراهيم محمد المؤيد الذي جعل ابراهيم يقف في عمله من جديد وموقف خليل المؤيد من ابنه يوسف عندما عاد من الهند بصفقة ناجحة وموقف يوسف المؤيد مع اخيه عبد الرحمن فيما يتعلق ببناء عمارة الثمانية طوابق ثم استجابته لطلب عبد الرحمن بشراء قسمه من العمارة .
هناك ايضاً تجربة مواقف ومساعي العم خليل المؤيد في نشر التعليم بصفة عامة وتعليم البنات بصفة خاصة وهي تجربة فريدة وجريئة بمقياس الزمن الذي حدثت فيه وقد احدث نجاحها كما هو معروف تحولاً كبيراً في مستقبل البحرين التي تفوقت علي جارتها في ذلك الوقت بانتشار التعليم وبدخول الفتا ة ميدانه بحماس ونجاح منقطعي النظير .
ربما يعود نجاح العم خليل في مبادراته الكبيرة هذه إلي طبيعية شخصيته التي تمتاز بالجرأة والصراحة والاخلاص وكذلك لكونه يتمتع بحضور اجتماعي ومجتمعي وبعلاقات قوية مع الحكام وكبار القوم في ذلك الزمان وقدرته علي الاقناع والتأثير بالاراء الي يطرحها والمواقف التي يتصدي لها تجربة العم خليل لا يمكن أن تنسي في أوساط عائلة المؤيد ولا مجتمع البحرين كذلك .
واخيراً تحضرني تلك التجربة التي حدثت في آيام الحرب العالمية الثانية عندما شحت الاغذية بشك لعام والطحين بشكل خاص الامر الذي جعل الخبازين يتوقفون عن العمل ويغلقون مخابزهم وما كان من عائلة المؤيد إلا أن بنت فرناً (تنوراً) في حوش البيت العود وجهزته لاستخدم جميع افراد وعائلات الحي الذين ظلوايتوافدون علي البيت وهم يحملون العجائن ومن ثم يغادرون إلي بيوتهم حاملين ارغفة الخبز معهم .
تجربة فرن البيت العود لازالت راسخة في ذهني وتدعوني إلي الافتخار بعائلتي كما تذكرتها اجل أنا أعتز وأفتخر بعائلة المؤيد لآن افرادها طالما تبوأوا المراكز وقاموا بالانجازات الأولي في أوقات وأماكن مختلفة أذكرمنها علي سبيل المثالك
- يوسف خليل المؤيد وأخيه عبد الرحمن أول من بني عماة من ثمانية طوابق في البحرين
- فريدة عبد الرحمن المؤيد أول فتاة في مقتبل العمر تحصل علي رخصة سياقة في البحرين
- عبد الرحمن خليل المؤيد من أوائل الشبان الذين قادوا السيارات في ذلك الوقت
- أنا أول عروس بحرينية يزفونها بفستان الزفاف الذي يسمي (شنيول)
- جدي أحمد ابراهيم أول من ملك سفن تجارية تذهب إلي الهند وتحضر بضائع إلي البحرين
- أول من استورد الادوات الكهربائية هو يوسف خليل المؤيد.
- أول عمالة من ٤٧طابقاً بناها ابني فاروق يوسف المؤيد ٢٠٠٥
- سلوي يوسف المؤيد واحدة من ثلاث صحفيات بحرينيات دخلن عالم الصحافة بشكل رسمي عام ١٩٧٢ مع زميلتها طفلة الخليفة وسبيكة الزايد.
- أول سيدة بحرينية تفوز بمعقد في مجلس مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة البحرينت ٢٠٠١ انتي مني يوسف المؤيد
أسفار وانطباعات
إنقسمت الزيارات التي قمت بها إلي لبنان وإلي دول عربية وأوروبية واليابان وبعضها زرتها أكثر من مرة وقد انقسمت إلي قسمين زيارات سياحية كنا نقوم بها كعائلة سنوياً بعضها يصحبنا فيها زوجي يوسف وبعضها الاخر لا يتمكن بسبب انشغاله بمواعيد واعمال في البحرين ودول الخليج أو قيامه بسفره مستعجلة إلي الولايات المتحدة وغيرها من الدول الاوروبية .
واتسمت هذه الزيارات العائلية التي عادة ما يرافقني فيها أولادي وبناتي بالاستمتاع بالاوقات التي نقضيها في ربوع تلك البلدان الباردة وبالتنقل بين اماكنها الجميلة مثل الجبال والانهار والغابات وهي أماكن واجواء تنفض عنا التعب وتجعلنا نعيش حياة مختلفة تماماً عن حياتنا العادية في البحرين
بالطبع نحن في زيارات الاجازات والترفية السياحي التي تستغرق كل مرة حوالي الشهر نختار البلدان التي تمتاز بجمال الطبيعة والطقس البارد وهي معالم ومميزات غير موجودة عندنا في البحرين واحياناً نتمني لو نستطيع نقلها معنا إلي بلادنا أو علي الاقل أن تقوم الجهات المعنية عندنا في البحرين واحياناً نتمني لو نستطيع نقلها معنا إلي بلادنا أو علي الاقل أن تقوم الجهات المعنية عندنا بتوفير ما أمكن منها فنحن نذهب إلي تلك البلدان لمشاهدة معالمها السياحية فلماذا لا نهتم أكثر نحن في البحرين بمعالمنا السياحية التي سوف تجذب الأخرين معالم تتناسب وما لدينا من طبيعة خاصة بنا موجودة عندنا وغير موجودة عند الدول الاخري من خلال هذه الزيارات السياحية التي قمت بها مع عائلتي إلي جميع هذه البلدان وجدت أن كل واحدة منها تستغل بعض المعالم أو الاماكن وتعمل علي تطويرها وادخال اضافات عليها واحاطتها بالكثير من التسهيلات ووسائل الراحة والاستراخاء لكي تجذب أكبر عدد من السائحين وإن هذا الاستقلال أو الاستفادة ومن ثم التطوير هو الذي يساعد الدولة علي جعل السياحة جاذبة للزوار ومدرة للمال وداعمة للاقصاد بل والاهم وهو ما لاحظناه في جميع البلدان توفير الوظائف والاعمال لاعداد كبيرة من مواطنيها منهم الذين يعملون في القطاع السياحي بشكل دائم ومنهم الذين يعملون خلال المواسم فقط وهؤلاء أغلبهم من طلاب الجامعات الذين يلتحقون بجامعاتهم بعد انتهاء الموسم السياحي .
ما أود قوله هنا أننا في البحرين ايضاً نمتلك معالم ومقومات سياحية ولدينا بيئة بحرية ومجموعة جزر ولدينا قلاع وعدد من الفنادق ولدينا الالف السواح اغلبهم من دول الخليج وما ينقصنا هو تطوير وتنظيم القطاع السياحي في كل أماكنة ومجالاته وجعله مورداً اقتصادياً وموفراً الوظائف للمواطنين هذا هو الانطباع الذي اخرج به في كل مرة نقوم فيها بزيارة سياحية انطباع يتعدي الاستمتاع والراحة الشخصية إلي التفكير في الوطن والتمني له بالخير والتطور وأن يتحقق فيه سياحياً ما تحقق في البلاد التي زرتها تواً أو قبل ذلك وهو انطباع وتمنيات لااعتقد أنها مقتصرة علي وانما يشاركني فيها كل بحريني وبحرينية .
أم القسم الثاني من الزيارات التي قمت بها لخارج البحرين فهي تلك التي رافقت فيها زوجي أو أولادي اثناء قيامهم برحلات عمل كما يقولون مثل سفرهم من أجل عقد صقفة تجارية أو حضو،ر معرض أو المشاركة في احتفال تقيمه شركة سيارات أو البحث عن وكالات جديدة أو التوقيع علي عقد وكالة معينة وفي جميع هذه الحالات كان زوجي أو احد اولادي يعرض علي مرافقته في زيارة البلد الفلاني من أجل تحقيق أحد الاهداف التي ذكرتها لكن الزيارة لا تقتصر عادة علي تحقيق هذا الهدف وانما تمتد لتشمل زيارات لمصانع والتعرف علي منتجاتها مما نود استيراده أو المشاركة في حفلات عشاء أو غداء علي هامش الزيارة وبالطبع القيام بجولة سياحية تمتد أو تقصر حسب الوقت المتاح والذي لا يتعارض مع الغرض الاصلي للزيارة .
في ربوع لبنان
أول سفرة لي خارج البحرين كانت إلي لبنان عام ١٩٥٥م وبصحبة زوجي وابنائي فاروق وليلي وسلوي ومني وفريد ومحمد الذي كان عمره وقتها لايزيد عن آربعة شهور.
ذهبنا إلي منطقة الجبل كما يقولون وبالتحديد إلي بحمدون وسكنا في فندق اسمه( لاروشيه) وبوحمدون وعالية من أجمل المناطق في لبنان وخاصة في الصيف ومن أكثر المناطق المفضلة لدي العرب والخليجيين وهي معروفة بمناظهرها الخلابة وجبالها الخضراء وطقسها البارد في الصيف وقد استمتعنا حقاً بهذه الرحلة إلي لبنان وقضينا اياماً حلوة بين ربوعه وهناك تعرفنا علي كثير من الاصدقاء اللبنانيين الذين كانوا في البحرين وعملوا هنا في سلك التدريس فاخذونا إلي بيوتهم وعرفونا علي عائلاتهم واكرمونا كثيراً ومن اختلاطنا بهم وبغيرهم عرفنا أن اللبنانيين شعب كريم ومضياف ويعمل كل ما يستطيع من أجل اسعاد الاخرين من زوار وضيوف لبنان ويشعرك وكانك في بيتك .
تجولنا في بحمدون وفي جبال لبنان ذهبنا إلي نبع الصفا وإلي زحلة واستمتعا بالياه المتدفقة والجبال والغابات الخضراء التي تجعلك تشعر انك في الجنة وكنت أنا ومعي افراد العائلة غير مصدقين ما نشاهد وما نعيش من جمال ومتعة ومن طبيعة خلابة .
وفي صيف عام ١٩٦١ سافرنا مرة ثانية إلي لبنان أنا وجميع افراد العائلة وهذه المرة سكنا في فندق (لاروشيه) ايضاً في بحمدون واشتعل برنامجنا علي الانطلاق من الفندق للقيام برحلات سياحية إلي اماكن قريبة وبعيدة للتعرف عليها والاستمتاع بجمالها وكنا نستخدم في رحلاتنا سيارتين نتوزع بينهما وغالباً ما كنا نعود إلي الفندق في آخر النهار ونحن في منتهي السعادة وكل منا يتمني أن ينتقل هذا الجمال وهذه الطبيعية الخلابة إلي البحرين وأن نري بلادنا مثل لبنان خضراء مياه عيونها متدفقة وبها الكثير من المواقع السياحية الجاذبة للسياحة من داخل وخارج البحرين صحيح أن مانراه في لبنان ،وايضاً في دول اخري هو جمال طبيعي بالاساس لكن الذي نعرفه ايضاً أن لبنان وغيرها قد قامت بتطويرمالديها من جمال طبيعي ومن خلق اماكن سياحية من غابات وعيون ومغارات وشواطئ فهناك اساس موجود لكن هذه الاساس إذا لم يتم تطويره واستغلاله فلن يصبح موقعاً سياحياً جاذباً والبحرين كانت في يوم من الايام واحة خضراء بعيون متدفقة .
في بلد الضباب
في عام ١٩٥٩ قمت بأول سفر في حياتي إلي بريطانيا ذهبت مع زوجي يوسف والزيارة كانت من أجل التحاق ابني فاروق بمدرسة داخلية هناك تسمي كونكورد كونج وموجودة في كمبريج ويلز وهي مدرسة يلتحق بها الاجانب من اجل تعلم اللغة الانجليزية وتمكنهم في مرحلة لاحقة من دخول الجامعة .
سفر لندن هذه اقتصرت علينا نحن الثلاثة أنا ويوسف وفاروق ولأول مرة لم يسافر معي بناتي وأولادي الاخرون والذين حاولوا منعي من السفر بدونهم كما كانوا يحاولون في مرات سابقة منعي من الذهاب مع والدهم لحضور المناسبات التي ندعي لها وفي كل مرة بما فيها هذه كان عبد الله يتدخل وياخذهم بعيداً عن باب البيت حتي أتمكن من الخروج والسفر وكان ذلك صعباً علي ومؤلماً بالنسبة لي أن ابتعد لعدة آيام عن أولادي لكن الظروف حتمت ذلك وعلي أن اتحمل من أجل أخيهم فاروق علي الاقل .
عند وصولنا إلي لندن نزلنا في فندق بشارع اكسفورد وهو شارع مشهور بكثرة المحال التجارية التي تحوي البضائع الفاخرة بالاضافة إلي انواع المجوهرات وهو ما اضاف إلي سعادتي بهذه الزيارة وجعلني اذهب كل يوم لاتجول بين هذه المحلات واشتري لي ولعيالي ما يحلو من الملابس والمجوهرات وغيرها من الهدايا التي احتاجها لتقديمها اليهم عند عودتي وادخال الفرحة إلي قلوبهم وامتصاص زعلهم مني عندما سافرت بدونهم بعدما حان الوقت الذي نأخذ فيه فاروق إلي المدرسة وكان ذلك في شهر سبتمبر شعرت أن الجو مظلم وأننا بالفعل في بلد الضباب واتذكر أنني لاحظت بعد دخولنا المدرسة أن الاثاث بها كان قديماً مستهلكاً والاسرة التي ينام عليها الطلبة الاجزاء الحديدة منها قد انحسرت عنه الاغطية وبدت بارزة وكما فهمت اثناء وجودنا هناك أن المدرسين شديدو الطباع ويتسمون بالحزم وأنهم اخبرو الطلبة من ساعة دخولهم المدرسة أن عليهم أن يتحدثوا فقط باللغة الانجليزية وأي طالب يتكلم باللغة العربية أو غيرها سيتم معاقبته بتغريمه شلن واحد .
لم يكن سهلاً كوالدين ترك إبننا في المدرسة والعودة بدونه ومن جانبه كان فاروق حزيناً ومتأثراِ جداً ولا يريدنا أن نبتعد عنه لأننا وهو لم نتعود علي الافتراق وليس من السهل أن نتقبلها بهذه السرعة لكننا ضغطنا علي أنفسنا وتحملنا عذاب الافتراق وفتهمنا أن العلم يحتاج منا التضحية وأن فاروق سرعان ما سيتعود علي حياته الجديدة ويندمج فيها كما يتعود علي العيش بعيداً عنا.
بعد التحاق فاروق بالمدرسة قمت أنا ويوسف بجولات سياحية ومنها تلك الزيارة التي قمنا بها إلي مدينة برايتن التي تقع علي البحر وعلي شاطئ هذه المدينة رأيت لأول مرة في حياتي أن الحجارة الصغيرة المدروة حلت محل الرمال وكان منظر الشاطئ بهذه الحجارة جميلاً وتمنيت أن يشاهد عيالي هذا الشاطئ ومن شدة اعجابي ملأت حقيبة باحجار الشاطئ المدورة واحتضرتها معي إلي البحرين واعطيتها لعيالي حتي يلعبوا بها لبتهم المفضلة ( اللقفه)
ومن الزيارات السياحية إلي زيارات العمل فقد أخذني يوسف معه لزيارة الشركات التي لديه وكالاتها مثل شركة بلاك ستون وهناك شاهدت كيف تصنع الماكينات البحرية الكبيرة وكنت معجبة بذكاء الشعب البريطاني ومواظبته وتفانيه في العمل كما اعجبني حرصة علي النظام والدقة وانجاز ما هو مطلوب منه في الوقت المحدد ودون تأخير.
فالشعب البريطاني كما تعلمت من زيارتي ومشاهداتي شعب مجتهد ومكافح فبعد الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها الملايين من البشر خرجت بريطانيا منها حطاماً لكن الشعب البريطاني عمل بجد من أجل اعادة بناء مملكته وضعوا ايديهم في أيدي بعض واقاموا الشركات وشيدوا المصانع والمزارع واحيوا التجارة والسياحة وبنوا المدن وشقوا الشوارع وغيرها من متطلبات الحياة الحديثة والمتقدمة فعلوا ذلك بعيداً عن الخلافات الدينية والعرقية وفي ظل دولة علمانية بعد أن تخلصوا من سيطرة الكنيسة واقحامها الدين في شئون الدولة والسياسة التطور الكبير الذي شهدته بريطانيا في مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة وغيرها في وقت قصير هو ما اثار اعجابي في هذه الزيارة اما ما علق بذهني وذاكراتي فقد كانت حديقة ( هايد بارك) هذه الحديقة التي هي عبارة عن مساحة خضراء شاسعة علي مرمي البصر وإلي جانب نهر التايمز الجميل وما اشتهرت به هذه الحديقة علي مستوي العالم من منصات الخطابة يوم الاحد ومن ممارسة لحرية التعبير وعرض الناس من داخل وخارج بريطانيا لافكارهم وقضاياهم واحتاجاتهم دون رقيب أو اعتراض .
جمال ومتعة حديقة هايد بارك جعلني اتمني أن تكون لدينا حديقة مماثلة في البحرين يمرح ويلعب فيها الاطفال وتجتمع فيها العائلات في عطلة نهاية الاسبوع في نزهة وقتها لم تكن بالبحرين حدائق بالمرة ليس بمستوي (هايد بارك) ولا أي مستوي اخر تمنيت ساعتها ايضا أن يكون ابنائي جميعهم معي ونحن نستمتع بجمال ومتعة هذه الحديقة وكلما تذكرتهم اشتقت لهم أكثر وتمنيت أن أعود اليهم سريعاً
الزيارة الثانية التي رافقت فيها زوجي يوسف كانت إلي ايطاليا واتذكر أننا وصلنا إلي روما ونزلنا في فندق هلتون وهو يقع علي جبل ومن شرفته تمتعنا بمشاهدة المناظر الخلابة وفي كل صباح كان يوسف يصطحبني لزيارة الشركات التي يتولي وكالاتها في البحرين ومع أن عدم معرفتنا باللغة الايطالية شكل صعوبة في التواصل مع الناس والاستمتاع بزيارتنا هذه إلا أنني اعجبت كثيراً بالمحال التجارية الراقية والجميلة التي تزخر بها أسوا روما والتي تشتهر بالملابس والشنط والاحذية الفريدة من نوعها والتي اشتري لي يوسف منها الكثير من الفساتين الاحدث من حيث الموضة في تلك الفترة .
رأيت هيروشيما
لكن البلد الذي أحببته واعجبت به كثيراً هو اليابان عرفت اليابان قبل أن ازوره بسنوات طويلة عندما كان عمري ١٥ عاماً اتابع اخبار الحرب العالمية الثانية من خلال الراديو الصغير ربما ليس بدافع معرفة من انتصر ومن انهزم ومن احتل هذه الدولة أو خرج من تلك ولكن اهتمامي بامور الحرب كان بدافع الخوف من أن تأتينا هذه الحرب إلي بلادنا البحرين ومع ذلك ومن خلال المتابعة عرفت الكثير مما حل بالبلدان التي شاركت في الحرب وعلي رأسها اليابان التي لحقت بها افدح الخسائر والاضرار وتمنيت أن اراها في يوم من الآيام لاطلع عل ما حل بها من دمار وما فعله اليابانيون لقلب الهزيمة إلي انتصار والدمار إلي بناء.
زرت اليابان برفقة ابني فريد من اجل حضور احتفال تقيمه شركة نيسان للسيارات والتي كانت ثاني وأكبر وكالة سيارات يحصل عليها زوجي يوسف كنت قبل ذلك سمعت عن اليابان وكان لدي فضول وشوق كبير أن ازور هذا البلد وأري علي الطبيعة ما تكون في ذهني من معلومات وما ارتسمت لدي من صورة عنه .
مصدر اعجابي باليابان هذا التقدم المذهل الذي حققه شعبه في سنوات قليلة نسبياً بعد الدمار الذي لحق به من جراء ويلات الحرب العالمية الثانية وما اصاب اليابان منها من قصف بالقنابل النووية لو اصاب دولة اخري أكبر من اليابان لتحطمت مادياً ومعنوياً وانته من الوجود لكن اليابان كما قاومت في الحرب وتقدمت وكادت أن تحتل جزءاً كبيراً من قارة اسيا ورفضت الاستسلام رغم كل التضحيات وظلت صامدة متقدمة حتي اعلن الامبراطور الاستسلام ولو لم يفعل ذلك لتلقت جميع المدن اليابانية قنابل امريكا النووية ولواصلت الحرب دون توقف أو استسلام .هذه الارادة اليابانية هي ما اثارر اعجابي باليابان وشعب اليابا
هذا الشعب الذي سرعان ما حول طاقته العسكرية بعد الاستسلام إلي طاقة بناء مدنية قوامها الثروة البشرية العزيمة والارادة فاليابانيون سخروا كل امكانياتهم البشرية والاقتصادية للتوسع الجغرافي والتمدد الاقتصادي من خلال تحركات الجيش وغزوه لاسواق البلدان الاخري في آسيا وجاء العقاب الامريكي لتحطيم وانهاء كل ما حققه وكسبه اليابانيون حتي الشركات الصناعية والتجارية التي دعمت الجيش بهدف الاستيلاء علي الاسواق الخارجية نالها العقاب والتحطيم واعتبر الامريكان ذلك جزءاً اساسياً من خطتهم للقضاء علي القوة اليابانية للابد .
غير أن الشعب الياباني تحدي الهزيمة بالارادة والعمل بدأ بصناعات صغيرة في القري وبحركة تعمير وبنهضة لا مثيل لها قوامها البشر الذين انخرطوا في التعليم والتدريب والتقليد والبناء والصناعة وكل مجالات الانتاج ولما زرت اليابان بعد حوالي عشرين عاماً من انتهاء الحرب وجدت كل شيء عاد إلي طبيعته بل إلي الافضل مما كان عليه قبل الحرب وجدت ذلك في طوكيو التي وصلتها لحضور الاحتفال ووجدته بعد ذلك في هيروشيما وناغازاكي اللتين حرصت علي زيارتهما لاشاهد بام عيني اثار القنبلتين النوويتين اللتين القيت عليهما .
قطع القطار السريع بنا المسافة بين طوكيو وهيروشيما في سبع ساعات وعندما وصلنا إلي الفندق فاجأتني هزة ارضية من تلك التي تعود عليها اليابانيون فقذفتني من مكاني جلوسي بالغرفة إلي الجهة الاخري منها فالهزات الارضية في اليابان أصبحت من الامور العادية وقد تكيفوا معها في كل شيء واستخدموا ما تفوقوا فيه من علم وابتكار لمجابهة الزلازل والتنبئو بها والتخفيف من اضرارها قدر الامكان.
بعدها نزلت إلي شوارع هيروشيما تفقدت المدينة بحثت عن آثار ومخلفات الحرب عن مئات الالاف الذين قتلوا ومثلهم تشوهوا وعن المباني التي دكت وتم تسويتها بالارض قال لي بعض الذين سالتهم وقد ساعدني ابني فريد في معرفة ما يقولون قالوا الاساس هو في رفض اليابانيون ايقاف الحرب والاستسلام فقد اغضبوا الامريكان عندما قاموا بالشرفة الانتحارية العسكرية لميناء بيرل هاربر في هاواي سنة ١٩٤١ وقد رد الامريكيون علي هذا الهجوم باغراق الاسطول التجاري الياباني وتلا ذلك في عام ١٩٤٤ قيام الامريكان بتدمير المدن اليابانية الكبري وقصف المصانع الكبيرة في كل انحاء اليابان ولما واصلت اليابان الحرب متحدية الولايات المتحدة اقدمت امريكا علي القاء القنبلة النووية الاوفي في عام ١٩٤٥ علي مدينة هيروشيما ثم تبعتها بعد ثلاثة آيام بالقاء القنبلة الثانية علي مدينة ناجازاكي وقد اسفر هذان الهجومان عن تدمير هيروشيما بنسبة ٦٠٪ وسقوط ١٥٠ الف قتيل مات منهم ٨٠ الفاً علي الفور كما سقط ٧٤ الف قتيل و ٦٠ الف جريح في ناجازاكي وحسبما عرفنا بعد ذلك أن اعلان الامبراطور الاستسلام ومن ثم ايقاف الحرب قد انقذ اليابان من قنابل نووية اخري كان الامريكان ينوون القاءها تباعاً علي مدن يابانية ضمن خطتهم لاجبار اليابان علي الاستسلام .
القنبلتان النوويتان تسببتا في اضرار كثيرة من تشوهات في البشر وفي الولادات الجديدة إلي حدوث اضرار بيئية جعلت الكثير من الاراضي غير قابلة للزراعة لمدة طويلة ولما كنت اسال عما خلفته الحرب والعقوبات الامريكية لم اجد إلا صوراً لها معلقة في الشوارع والميادين تذكر الناس بما جري وعانوه في تلك الأيام أما غير ذلك فقد عادت الحياة إلي مجاريها اعاد اليابانيون بناء كل ما تهدم وبشكل اكثر تطوراً واسسوا الشركات وبنوا المصانع ووظفوا ما لديهم من ارادة وعزيمة وقوي بشرية في بناء بلادهم مدنياً واقتصادياً وتكنولوجياً .
نجاح اليابانيين هذا هو ا جعلني أعجب بهم بل وأتمني أن تصبح البحرين في يوم ما مثل اليابان فهل نبلغ هذا اليوم؟ هذا ما أتمناه وأحلم به .